التجربة الصينية في الإصلاح والتنمية : بحث في خصوصية المنهج والدروس المستخلصة
DOI:
https://doi.org/10.33095/jeas.v14i50.1395الكلمات المفتاحية:
التجربة الصينية في الإصلاح والتنمية : بحث في خصوصية المنهج والدروس المستخلصةالملخص
استأثرت التجربة الصينية في الإصلاح والتنمية وما ترتب عليها من نتائج عكستها مؤشرات متصاعدة في الأداء الاقتصادي, باهتمام عميق وواسع النطاق عالمياً, بدءاً بالدوائر الأكاديمية في الجامعات ومراكز البحوث والدراسات وإنتهاءاً بالمنظمات والمؤسسات الدولية مروراً بالحكومات والأجهزة الرسمية في العديد من دول العالم التي تتأثر بأنجازات الصين الاقتصادية , أيجاباً او سلباً , حاضراً او مستقبلاً. إن البحث في التجربة الصينية في الإصلاح والتنمية يكتسب اهميته من كون التجربة المذكورة تحصل في بلد نامٍ نجحت قيادته في إختيار منهجٍ ونموذجٍ في التغيير وإدارة الاقتصاد مستوعبٍ لدروس التجارب السابقة المحلية والأجنبية بسلبياتها وأيجابياتها , فكانت النتيجة أن تحولت الصين إلى رابع قوة اقتصادية في العالم . وعلى ذلك يمكن القول إن التجربة الصينية مثلت حقل أختبار لحزمة من الستراتيجيات والسياسات والبرامج والإجراءات الإصلاحية والتنموية, وإن ما ترشح عن ذلك من نتائج يمكن له أن يساهم في إنضاج الفكر التنموي المتعلق بمتطلبات الإنطلاق الاقتصادي وترشيد الخيارات السياسية بخصوص توجهات الإصلاح في البلدان النامية. إن ذلك لايعني بإي حال إمكانية أستنساخ التجربة الصينية أو إعادة أنتاجها من قبل بلدان نامية أخرى, بحكم اختلاف الظروف والمعطيات التي جرت في إطارها التجربة المذكورة عن ظروف أي بلد آخر. إن ما هو ممكن هو التعلم منها والإسترشاد بالدروس المستخلصة منها. إن للتجربة الصينية في الإصلاح والتنمية خصوصية ترتبط بسياق حضاري وتاريخي وثقافي وأجتماعي وبموقع جغرافي وثقل بشري خاص بالصين, يشكل بكليته حالة فريدة عالمياً. كما إن الخصوصية المذكورة ترتبط بالمنهج الذي أعتمدته القيادة الصينية في إدارة عمليتي الإصلاح والتنمية. إن من بين أهم ملامح خصوصية المنهج الصيني في الإصلاح والتنمية هو التدرج المتصاعد بهدوء وتوازن والأبتعاد عن أسلوب العلاج بالصدمة الذي أستخدم في بلدان أخرى وثبت عدم نجاعته. إن السياسات والآليات والإجراءات التي تعتمد في إدارة وتوجيه وتحفيز النشاط الاقتصادي مثل اقتصاد السوق والانفتاح الاقتصادي وجذب الاستثمارات الاجنبية تتم في إطار رؤية تنموية شاملة ودور قوي وإيجابي للدولة ومن خلال إرادة سياسية مستقلة, وظفت الأوراق وعناصر القوة التي تمتلكها الصين (سوق واسعة, أيدي عاملة وفيرة وزهيدة الأجور, موقع جيوسياسي متميز) في التعامل والتفاوض مع الاطراف الأجنبية (دول, شركات أجنبية, منظمات دولية) من موقع قوة. إن ما تقدم لا يعني بإي حال إن الاقتصاد الصيني سليم ومعافى تماماً ولا يعاني من مشاكل أو يواجه تحديات. إن هناك قائمة ليست قصيرة من المشاكل والتحديات يواجهها الاقتصاد الصيني تبدأ بعشرات الملايين من الصينيين مايزالون يعيشون تحت خط الفقر, ولا تنتهي بالالتزام بالمعايير البيئية العالمية, إذ هنالك أيضاً أشكالية المحافظة على المعادلة الصعبة لنظام سياسي شديد المركزية مع نظام اقتصادي يأخذ بالتعددية وآليات السوق الحرة. فهل ينجح الاقتصاد الصيني في مواجهة تلك المشاكل والتحديات؟. هذا السؤال يتركه البحث معلقاً, إذ ليس من مهمته تقديم إجابة تستبق حكم التاريخ ! .
التنزيلات
منشور
إصدار
القسم
الرخصة
Articles submitted to the journal should not have been published before in their current or substantially similar form or be under consideration for publication with another journal. Please see JEAS originality guidelines for details. Use this in conjunction with the points below about references, before submission i.e. always attribute clearly using either indented text or quote marks as well as making use of the preferred Harvard style of formatting. Authors submitting articles for publication warrant that the work is not an infringement of any existing copyright and will indemnify the publisher against any breach of such warranty. For ease of dissemination and to ensure proper policing of use, papers and contributions become the legal copyright of the publisher unless otherwise agreed.
The editor may make use of Turtitin software for checking the originality of submissions received.